*هل سيعلنون هدنةً للحرب على غزة؟*

عاجل

الفئة

shadow


بقلم علي خيرالله شريف 

يوم الأحد ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٣، انخفض منسوب العمليات الحربية في غزة وعلى الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة وعلى الجبهة اليمنية بعيدة المدى. نحن نتفاءل بالخير إذا وقف العدوان وارتاح أهل غزة الصابرون المحتسبون الأبطال. ولكن هل فعلاً سيحصل ما يأمله هؤلاء الناس وتتوقف الحرب ولو بهدنة مؤقتة؟
للأسف، عند المساء خابت الآمال والتوقعات واستؤنفت الاشتباكات، واستؤنف القصف البربري المعادي على قطاع غزة. إذن ليس هناك هدنة في الأفق بعد، وإن حصلت في القريب فإنها ستكون مؤقتة وذات هدف واحد هو تبادل الأسرى بين العدو الذي يَستَعِرُ غضباً لاسترجاع أسراه، وبين ال_مقا_ومة التي اشترطت تصفير السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين والعرب مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة. 
وبعد ذلك ماذا سيحصل يا ترى؟

من ناحية الأسرى، سيسعى الاحتلال إلى أسر فلسطينيين آخرين، وستسعى المق_او_مة بالمقابل إلى أسر جنود آخرين من العدو. أما من ناحية الحرب فإن تصريحات العدو وتصريحات الأميركيين والخطة الموضوعة من قبلهم حول غزة، وحسب المعلومات الموثوقة الواردة من الداخل الفلسطيني، كلها تنبئ بأن الحرب ستطول أكثر مما نتصور.
لماذا؟
لأن الأميركيين والصهاينة يريدون الانتقام لما أصابهم من طوفان الأقصى في ٧ تشرين الأول الذي كسر ظهرهم جيشاً ومجتمعاً واستخبارات. والانتقام بالنسبة لهم ليس أقل من استكمال عمليات التطهير العرقي وتهجير الغزاويين والاستيلاء على أرضهم بعد حرقها. وقد عبر عن هذا القرار كل القادة الصهاينة والأميركيين، من بايدن ونتنياهو إلى وزراء حربهم وخارجيتهم وقادة جيوشهم. ودعمتهم في ذلك الدول الغربية خاصةً فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم. 

وفي حال تم التوصل إلى هدنة، فستكون مؤقتة لإنقاذ الأسرى كما سبق وقلنا، ولمتابعة البحث عن الأنفاق في غزة، لإضرام النار والغاز والماء فيها كما يخططون، وتدميرها كما يحلمون وصولاً إلى اقتلاع مليون فلسطيني مجدداً من ارضهم. والبحث عن الأنفاق سيتم عبر عدة وسائل قد بدأوا بتشغيلها، منها الجواسيس والاستخبارات، وأجهزة الكشف المتطورة والمسح الجوي عبر الأقمار الصناعية، وعبر عملاء الاحتلال في السلطة الفلسطينية.  والأمور لن تتوقف هنا بل سيكملون بعدها على الضفة الغربية وفلسطينيي ٤٨ في القدس والمدن الأخرى. 

في المقلب الآخر، نلاحظ أن المق_او_مة تتبع أسلوباً ذكياً وحكيماً في إدارة المعركة، فتديرها بهدوء ورويَّة تشبه ما عرفناه عنها في محطات تاريخية عديدة كعدوان تموز ٢٠٠٦ ومعركة سيف القدس في أيار ٢٠٢١ وفي محطات أخرى. لذا فإن الكثير الكثير من مفاجآت الم_قا_ومة لم تظهر بعد، أولاً لأنها ليست بحاجة لاستخدامها حالياً ما دامت مهيمنة على الميدان، وثانياً لأنها تعرف أن المعركة طويلة وستستعملها في الوقت المناسب ضمن خطة إنهاك الاحتلال وإنهاك داعميه الغربيين الذين يغرقون في العديد من الأزمات الاقتصادية والحروب. والختام سيكون زوال الاحتلال.

إذن، من غير المتوقع أن تنتهي الحرب قريباً حتى وإن تم الاتفاق على هدنة مؤقتة، والم_قا_و_مة متفوقة في كل الميادين والساحات، وما الهمجية المجنونة التي يقتل بها العدو المدنيين والأطفال، إلا دليل على أنه في وضع حرج ومهزوم.
يبقى أن تلتقي الشعوب العربية مع الم_قا_ومة باحتلال السفارات والضغط على الحكومات إلى أقصى الحدود، لكي لا تقتصر تحركاتها على مسيرات وهتافات تنتهي عند المساء وعند السقف المحدد لها من الأنظمة المتورطة بأكثرها مع المعتدين على غزة.

*الأحد 29102023*

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة